مجتمع

مدرسة “البرج الدوليّة” تبادر وتحتضن الطفلة التي فقدت ذويها

ليس هناك ما يبلسم ألم اليتم… تموت الحروف في بحور الكلمات، وتتجمّد الكلمات في سواقي العبارات، وتتيبّس العبارات في متون النصوص.
حسن الزنجي ونهى الحجار، انتهت رحلتهما في ربيع العمر، جرّاء حادث سير مروّع وقع على أوتوستراد الأسد نفق المطار، ليستودعا الحياة وديعة ثمينة، أصدر القدر حكمه العرفي عليها، نازعاً عنها معطف الأبوّة والأمومة في غضون ثوان.
إبنة العامين ستكمل رحلتها بلا حضن أمّ ولا كتف أب، هكذا كان الحكم النهائي، بلا استئناف ولا تمييز.
وفي مشهد أدمع  القلوب، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مسعف في الصليب الأحمر، يحضن الطّفلة بمزيج من الحب والعطف والحنان والوجع.

بدورها، نشرت “اليازا” على حسابها الرسمي عبر “تويتر”، الصورة وأرفقتها بعنوان “صورة تدمع لها العين”، ودعت اليازا “أهل الخير” لمساعدة ونجدة هذه الطفلة.

وفي بادرة خير، تنسج من العدم بصيص أمل، نشرت ثانويّة البرج الدوليّة على صفحتها على فيسبوك منشورا أعلنت فيه تكفّلها بتعليم الابنة من الروضة حتى الباكالوريا مع مصاريف الكتب والقرطاسيّة كافّة .
وجاء في المنشور:
نتيجة للحادث المؤلم الذي حصل يوم أمس على اوتوستراد الاسد والذي توفى من جرائه والدان مع بقاء ابنتهما على قيد الحياة.تعلن ثانوية البرج الدولية انها ستتكفل بتعليم الابنة من الروضة حتى البكالوريا مع كافة مصاريف الكتب والقرطاسية وجميع لوازم تعليمها”.
“أحوال” تواصل مع مدير ثانوية البرج مفيد الخليل  الذي أكّد ان  المبادرة جاءت وليدة اللحظة، بعد معرفتنا بالحادث، وقبل أن نسأل عن أي تفاصيل  متعلّقة بالطّفلة، وعلى الفور تواصلنا مع “اليازا”، لمحاولة الوصول الى أيّ من أقاربها، وفي الغد سيقوم ممثّل عن المدرسة بالتوجّه الى مستشفى بهمن، لمتابعة التفاصيل.
وأضاف الخليل ” هي خطوة متواضعة تصبّ في اطار العملية  التربويّة العامّة، ونأمل أن تساهم هذه الخطوة، في التعويض ولو قليلا، على الطفلة التي لا تعوّض خسارتها”.

 

إبراهيم  درويش

إبراهيم درويش

صحافي وكاتب لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى